أعتقد أن أهم الجوانب، بالنسبة لي، هو كيفية صياغة هذه الكتب و نوع اللغة المستخدمة فيها. هنالك حاجة لكاتبة هذه الكتب بأسلوب السرد القصصي، وأن تروى كل القصة لا كـكتب المقرر.
لحسن حظي، والدي يعمل كحكواتي، و لذلك لازلت أذكر جيداَ كل مواضيع كتب التاريخ من المرحلة الإعدادية، رغم صعوبتها، لأنه علمني إياها بطريقة الحكاية، ولا أذكر شيئاَ سواها من هذه المرحلة صراحةَ. على سبيل المثال، من الضروري أن يكون هناك حكواتي أو شاهد عيان ليروي ما حدث خلال المحاضرة (حرب 1967 على سبيل المثال).
استخدام التقنيات، و اهمها المرئيات و الصور و الفيديوهات ضرورة لازمة لتحقيق عملية تعليم فعّالة.
أيضاَ، و من الأشياء التي تثير اهتمامي للبحث فيها، هو إيجاد وسيلة لتعليم الأطفال كيفية استخدام المعرفة المكتسبة من هذه الكتب بدلاَ من حفظ محتواها فقط. على سبيل المثال، كيفية توظيف هذه المعرفة في بناء رأي في مناقشة مع شخص ينكر القصة والسرد الفلسطيني. و هذا بذاته، جزئياَ، لأن التاريخ ليس مجرد ما حدث في الماضي، بل ما سيحدث في المستقبل أيضاََ. لذلك لابدّ من إقامة صلة بين ما يمكن تعلّمه من تاريخنا، و في أي المواقع فشلنا و أيّها نجحنا. و عليه، فإن عملية التعليم لا يجب أن تقتصر على مجرد تلقين المعلومة للطلبة، بلّ على تعليمهم كيفية تحليلها، ولو أنها مجرد مرحلة ابتدائية للطلبة.
كذلك، على كتب التاريخ أيضاَ أن تتحدى و أن تتحدث عن السرد الديني و الخرافة.
ختاماَ، لابد من إرفاق كتب التاريخ بفصول من الأدب و الفن. فقراءة غسان كنفاني، على سبيل المثال، لابدّ أن تكون شرطاَ أساسياَ. و مثله، دراسة رسوم ناجي العلي، و التساؤل عن معانيها، يعد ضرورة أساسية في حصص التاريخ، بحسب رأيي.